أستاذ اللغة والترجمة بكلية الألسن جامعة عن شمس. ومترجم من اللغة التشيكية والسلوڤاكية. وقد ترجم من هذه اللغات إلى العربية ما يزيد عن ثلاثين عنوانًا في الأدب، شعر ونثر ومسرح وعلم المصريَّات والدراسات السياسيَّة. من أهم ترجماته: "قوة المستضعفين" لفاتساف هاڤل، ورواية "الخلود" لميلان كونديرا، ورواية "السَّوط الحي" لميلر أوربان من الأدب السلوڤاكي. كما ترجم مع المحروسة "دروس في الرَّقص للمسنين" لبوهوميل هرابال، نشَرَت له المحروسة أولى مبادراته لترجمة الكوميكس ثلاثية "ألويس نيبيل" .
ألويس نيبيل.. ناظر محطة القطارات المركزية الذي كان يرى في الضباب ما لا يراه الآخرون، لذا فقد وظيفته. يتوجه الآن إلى مدينة براج بعد الجزء الأول "الغدير الأبيض". لكنه لا يبرح المحطة. يعرف أنه إن غادرها يومًا فلن يعود إليها أبدا..
محطة قطارات مهجورة. وذهبٌ مخبأ تحت الجبال. وسحب مشحونة بالأمطار. وقاتل بولندي هارب، يبحث عن أبيه. الجزء الأخير من ثلاثية الكوميكس الأشد قتامة وقسوة. يعود الحدث إلى الجبال، حيث يتضافر ماضي السوديت مع حاضر بالغ القسوة. تغرق حياة ألويس نيبيل في فيضان كبير، وحب أكبر..
البطل الرئيسى فى معزوفة " الغدير الأبيض " من بلوز السكك الحديدية برج الميزان ، ولد عام 1948 فى مدينة فرايفالد ، والتى تسمى الآن ياسانيك . قضى حياته كلها مثل أقربائه فى السكة الحديد . يجمع كتباته مواعيد القطارات ، ويشرب البيرة ، ويدخن ، وأحياناً يرى فى الضباب ما لا يراه الآخرون . آخر وظيفة له كانت ناظر محطة فى منطقة " الغدير الأبيض " . أربكته القطارت التى تمر بالمحطة على مدى قرن من الزمان ، وأصابته بغشاوة فكرية .
وقَفَت بِسروالِها القصيرِ بِجوارِ سِتِّ سِلالٍ بها كَرْزٌ جَمَعَته وقتَ العَصاري. تقَدَّمَت من الكوخِ، وأَخَذَت منه وعاءً، ثمَّ أَزاحَت غِطاءَ البِئِر، وسَحَبَت منه دَلوًا مَملوءًا بماءٍ عَذْبٍ، رفَعَت يَدَيْها، وسَحَبَت بلوزتَها الَّتي تَلوَّثَت بعصيرِ الكَرزِ، حَرَّرَت أزرارَ سروالِها القصيرِ. تَحَرَّكَت البلوزةُ إلى أَعلَى، والسِّروالُ إلى أَسفلَ، هَزَّت جَسَدَها، وانْسَلَّت من ملابِسِها، ومَشَت عارِيَةً، ثُمَّ اغتَسَلَت في فُرجَةٍ وسطَ البُستانِ، بَينَما العَجوزُ الَّذي ظَلَّ يَحكي مُنذُ الظَّهيرَةِ جالِسٌ في ذُهولٍ يَضَعُ رُكبَتَيْه المَطويَّتَيْن بين راحَتَيْه المُتعانِقَتَيْن، ويَنظُرُ من خلالها إلى الخَواءِ، مُتحَجِّرًا، مُحدِّقًا في الفَراغِ، غارِقًا في أفكارِه، بينما تُهديهِ هِيَ أَقصَى ما تَستَطيعُ امرَأةٌ أَنْ تُهدي رَجُلًا: تَغتَسِلُ وقتَ الأَصيلِ لِتُطفِئَ ماءَ عَينَيْه العَطشانَتَيْن.